الداخلية: إحباط «خطة الأمل».. ومصادر لـ «مدى مصر»: بعض المقبوض عليهم كانوا يتناقشون حول خوض الانتخابات البرلمانية

مدى مصر : ألقت الشرطة القبض على ثمانية أشخاص على الأقل فجر اليوم، الثلاثاء، من بينهم، المحامي والبرلماني السابق زياد العليمي، والصحفي هشام فؤاد، وحسام مؤنس، المدير السابق لحملة المرشح الرئاسي حمدين صباحي، وعمر الشنيطي، المدير التنفيذي لشركة مالتيبلز للاستثمار.

ونشرت وزارة الداخلية بيانًا يتهم المقبوض عليهم بـ «التعاون المالي مع جماعة الإخوان المسلمين، بهدف تمويل تحركاتها لاستهداف وإسقاط الدولة بالتزامن مع ذكرى 30 يونيو»، تحت مُسمى «خطة الأمل».

بحسب بيان الداخلية تم إلقاء القبض على أشخاص آخرين هم: مصطفى عبد المعز عبد الستار، وأسامه عبد العال محمد العقباوي، وأحمد عبد الجليل حسين غنّام، وحسن محمد حسن بربري، فيما أشار بيان الداخلية إلى «تحديد واستهداف 19 شركة وكيان اقتصادي تديره بعض القيادات الإخوانية والعناصر الإثارية بطرق سرية».

وربط البيان كذلك بين المقبوض عليهم وعدد من الشخصيات خارج البلاد، هم القياديون بجماعة الإخوان المسلمين محمود حسين وعلى بطيخ، والإعلاميين بقناة «مكملين» معتز مطر ومحمد ناصر، والسياسي أيمن نور.

مصدر برلماني قال لـ «مدى مصر» إن «الأمل» هو اسم مؤقت لتحالف سياسي كان مقررًا الإعلان عنه خلال أيام، يضم نواب بالبرلمان ورؤساء أحزاب وشباب وصحفيين يريدون تفعيل مشاركتهم في العمل السياسي بالاستعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة.

وأشار النائب الذي شارك في الاجتماعات التحضيرية لهذا التحالف، إلى أن تلك الاجتماعات تمت بشكل دوري خلال الشهرين الماضيين في مقرات عدد من الأحزاب، على مسمع ومرأى من الجميع، مضيفًا: «عقدنا جلسات تحضيرية لكي نعرف مَن مِن النواب والأحزاب مستعدًا للعمل السياسي، تحت سقف الدستور والقانون، لتوحيد القوى المدنية على مجموعة من القواعد أهمها عدم وجود مكان للفلول والإخوان».

وأضاف النائب: «انتهينا من الوثيقة السياسية، وكنا بصدد الانتهاء من الورقة التنظيمية، وكنا نحضر لمؤتمر صحفي للإعلان عن المؤتمر خلال أيام»، مشيرًا إلى أنهم لم يقوموا بعمل سري، وأن جميع الاجتماعات كانت معلنة، وكان آخرها اجتماع في حزب المحافظين وقبله في الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي.

واختتم المصدر قائلًا إن المقبوض عليهم فجر اليوم انضموا إلى «طابور المظاليم» بسبب العمل السياسي، مضيفًًا: «لا ننتظر بيان من وزارة الداخلية توجه فيه اتهامات لناس تدفع الثمن ظلمًا وعدوانا وإنما نريد بيان من القيادة السياسية يوضح ما إذا كان مسموحًا بالعمل السياسي في مصر أم لا».

من جانب آخر، قال مصدر من الحركة المدنية الديمقراطية، طلب عدم ذكر اسمه، إنه كان هناك تواصل في الأسابيع الأخيرة ما بين أعضاء من الحركة وشخصيات سياسية مستقلة وأعضاء تحالف 25-30 البرلماني، للتفكير في خوض الانتخابات البرلمانية لعام 2020 تحت مظلة موحدة، وأن عددًا من المقبوض عليهم صباح اليوم كانوا أطرافًا في هذا التواصل، غير أن آخرين من المقبوض عليهم ليس لهم صلة بهذا النقاش.

وتضم الحركة المدنية الديمقراطية أحزاب منها الدستور، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، والعيش والحرية (تحت التأسيس).

أضاف المصدر أن النقاشات كانت في بداياتها، ولم يتم التوصّل إلى أي اتفاق أو قرار بشأن فكرة التحالف أو حتى اسمه، نافيًا وجود أي صلة بين أطراف هذا النقاش وبين الإخوان المسلمين، مشددًا على أن أطراف النقاش «معادية للإخوان إلى أبعد الحدود».

فيما قالت إكرام يوسف، والدة العليمي، لـ «مدى مصر» إنه اختطف من حي المعادي وهو في طريقه لركوب سيارته في ساعة مبكرة من صباح اليوم، ونقلت أن شهود عيان أكّدوا أن الذين اختطفوه قالوا إنهم من الأمن الوطني، وقال أحد شهود العيان، بحسب إكرام، إنه تعرّف على أحد أفراد اﻷمن بين من اعتقلوا العليمي، مؤكدًا أنه تابع لقسم شرطة المعادي.

وأعربت إكرام عن قلقها على حالة نجلها الصحية، لكونه مريض بالضغط والسكري والربو وضعف بالجهاز المناعي، موضحة أنها تحاول معرفة مكان احتجازه، الذي لم يتم تأكيده رسميًا بعد، لضرورة إدخال اﻷدوية له.

وقالت مديحة حسين، زوجة الصحفي هشام فؤاد لـ «مدى مصر»، إنهم فوجئوا فجر اليوم، بقوة أمنية مسلحة، بعض أفرادها يرتدي الزي المدني والبعض الآخر مقنعين، دخل 10 منهم على الأقل المنزل و«قاموا بتفتيش المنزل وتحفظوا على بعض الكتب والأوراق الخاصة بهشام، وتم اقتياده لمديرية أمن القاهرة، حسبما أخبرني أحد الضباط».

وأضافت مديحة أنها طلبت رؤية إذن النيابة الخاص بالقبض على زوجها، ليرد أحد الضباط بأنهم سيسمحون لزوجها برؤيته، وهو ما لم يتم، حسبما قالت، مضيفة أنها ستتوجه إلى مكتب النائب العام للتقدم ببلاغ بشأن اختفاء زوجها.

فيما قال مصدر لـ «مدى مصر» إن حسام مؤنس أُلقي القبض عليه من منزله في منطقة المنيل في الثالثة والنصف فجرًا، وأن المحامين ما زالوا يحاولون معرفة مكان احتجازه.

وقال المحامي خالد علي لاحقًا إن كل من العليمي وفؤاد والبربري ومؤنس ظهروا في نيابة أمن الدولة في انتظار التحقيق معهم.

وبحسب بيان الداخلية، نسبت تحريات الأمن الوطني للمتهمين ضلوعهم في مخطط «يرتكز على إنشاء مسارات للتدفقات النقدية الواردة من الخارج بطرق غير شرعية بالتعاون بين جماعة الإخوان الإرهابية والعناصر الإثارية الهاربة ببعض الدول المعادية، للعمل على تمويل التحركات المناهضة بالبلاد للقيام بأعمال عنف وشغب […] وتكثيف الدعوات الإعلامية التحريضية»، بحسب بيان الداخلية، الذي أشار إلى تولي نيابة أمن الدولة التحقيقات في القضية. 

وشارك العليمي سابقًا في تأسيس ائتلاف شباب الثورة والحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، سنة 2011، فيما يُعد حسام مؤنس أحد قيادات حزب تيار الكرامة الناصري، أما الصحفي هشام فؤاد فله نشاط نقابي يتركز باﻷساس في جبهة الدفاع عن الصحفيين والحريات، كما أنه عضو بحركة الاشتراكيين الثوريين، وكان قد صدر قرار بالتحفظ على أمواله في يناير 2015، من لجنة التحفظ على أموال الإخوان المسلمين.

أما عمر الشنيطي فشغل عددًا من المناصب التنفيذية في مجال الأعمال، من بينها المدير التنفيذي لمجموعة «مالتيبيلز للاستثمارات»، وعضو مجلس إدارة في مجموعة «أبراج مصر». وأصدرت لجنة التحفظ على أموال الإخوان المسلمين، في أغسطس 2017، قرارًا بالتحفظ على شركة العربية الدولية للتوكيلات التجارية المالكة لسلسلة مكتبات «ألف»، والمملوكة للشنيطي.