مصر: أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري

أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الفرنسي جون ايف لودريان أمس الثلاثاء ضرورة تخفيف حدة التوتر في منطقة الخليج.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الوزيران شكري ولودريان أمس الثلاثاء في ختام جلسة المباحثات التي جرت بينهما بالقاهرة.
وأعرب الوزير شكري عن ادانة مصر للاعتداءات التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية مؤكدا ان هذه الاعتداءات مرفوضة وتعد خارج نطاق الشرعية والقانون الدولي.
ودعا في هذا الاطار الى تضافر المجتمع الدولي لمؤازرة المملكة وتحديد المسؤول عن هذه الأعمال غير الشرعية.
وأضاف شكري “نتابع التطورات القائمة ونسعى من خلال التواصل ودعم الجهود التي تبذلها فرنسا ودول أخرى للحد من التوتر ومنع اندلاع صراع مسلح واسع الانتشار سيكون له آثار مدمرة على المنطقة بأسرها”.
وتابع “قادرون في اطار التضامن فيما بيننا على الحفاظ على الأمن القومي العربي والدفاع عن المصالح العربية بما يحقق المصلحة المشتركة” مؤكدا أن “أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصري والعكس صحيح”.
وأضاف “سنكون متابعين وداعمين للمملكة العربية السعودية في مواجهة المخاطر والتحديات التي تواجهها والتي نعدها أيضا تحديات تؤثر علينا ونتصدى لها”.
من جانبه اعرب لودريان عن امله في تخفيف حدة التوتر في المنطقة وهو ما أكد عليه الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون من خلال مبادرته في قمة السبع الكبرى لتعود ايران الى الاتفاق النووي من أجل استئناف المفاوضات.
وأشار الى ان فرنسا دانت الهجوم على المنشآت النفطية السعودية لأن مثل هذه الأعمال تزيد من خطر النزاعات فى المنطقة مبينا أن بلاده أخذت علما بأن السعودية اقترحت وجود خبراء من الأمم المتحدة للمشاركة في التحقيقات التي تجريها المملكة في هذا الصدد.
وفي سياق آخر قال الوزير الفرنسي انه تناول مع نظيره المصري عددا من القضايا الاقليمية لاسيما الوضع في ليبيا وذلك في اطار النهج والارادة المشتركة للقاهرة وباريس والقائمة على ضرورة ان يتم التوصل الى حل سياسي دائم للوضع في ليبيا والعمل على أسس مشتركة بما في ذلك وقف اطلاق النار واجراء العملية الانتخابية.
ودعا المجتمع الدولي الى التوحد حول هذا التوجه “الايجابي” معلنا عن عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول المعنية بليبيا الأسبوع المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشار الى ان المباحثات تناولت كذلك الوضع في السودان حيث تم التأكيد على دعم مصر وفرنسا للسلطات الجديدة في السودان.
وأوضح أنه تم بحث الوضع في سوريا مؤكدا ضرورة الوصول الى حل سياسي وأهمية استقرار الوضع هناك لأهمية سوريا فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة.
وحول مفاوضات سد النهضة الأثيوبي قال وزير الخارجية المصري أن “الهدف ليس انعقاد مفاوضات متتالية لا تصل الى نتائج ونرى أن الأمر علمي في الأساس ويجب أن يتم تناوله في هذا الاطار بعيدا عن أي تأويل سياسي وأي فرض لارادة أو لأمر واقع”.
واكد اهمية أن تحقق المفاوضات مصلحة الدول الثلاث بشكل متساو وتتيح لهم الاستفادة من الفرص التنموية وتحافظ على مصالح دولتي المصب وما يشكله نهر النيل من مصدر وحيد للمياه بالنسبة لمصر.
وشدد على ان مصر منفتحة على المشاورات للوصول الى اتفاق يؤدي الى تحقيق أهداف اثيوبيا في التنمية وتوليد الكهرباء “ولكن بتحمل قدر من الأضرار التي يمكن أن نستوعبها”.
وذكر ان مصر عبرت في مناسبات عدة عن استعدادها لوساطة أية جهة فنية تستطيع أن تضع اطار التوافق وفقا للمعادلات العلمية والدراسات الفنية التي تحمى وتحقق مصالح الدول.