مصر: دعم الكويت.. لا ننساه

أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن بلاده “لن تنسى موقف الكويت وأميرها في دعم الشعب المصري باختياراته في الاوقات الصعبة” حيث تحظى القيادة الكويتية بتقدير رسمي وشعبي مصري كبير واصفا العلاقات بين البلدين بـ “الوثيقة والمخلصة”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي للوزير شكري عقده أمس الثلاثاء بمناسبة زيارته الكويت لترؤس وفد بلاده في أعمال الاجتماع الوزاري للدورة ال12 للجنة العليا المشتركة بين البلدين.
وأكد شكري أن نعقاد أعمال اللجنة المشتركة باعتبارها نموذجا يحتذى به وأبلغ دليل على عمق العلاقة التي تربط البلدين الشقيقين فرصة للتشاور وتبادل وجهات النظر حول أنجع السبل لإغناء مسيرة التعاون الثنائي بين الجانبين والتنسيق بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأشاد الوزير شكري بسياسة دولة الكويت الخارجية ووصفها بأنها “تتسم بالتروي والحكمة في علاقاتها الإقليمية والدولية وتسترشد العقلانية والاتزان والاعتدال في تعاطيها مع أزمات المجتمع الدولي وتحدياته” مؤكدا إيمانه المطلق بهذه المبادئ والمقاصد النبيلة.
وتناول في خطابه موضوع التعاون الاستثماري حيث وجه الدعوة لرجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين في البلدين إلى بلورة شراكة حقيقية وتنشيط التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري مشددا على ضرورة الرفع من حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين ليتوازى ومستوى العلاقات السياسية المتينة التي تربط دولة الكويت بجمهورية مصر العربية.
وأعرب عن تطلع بلاده لاستضافة الدورة القادمة لأعمال اللجنة المشتركة بين البلدين الشقيقين في عاصمة جمهورية مصر العربية القاهرة العام المقبل.
وأشار شكري إلى أنه تم خلال لقائه بالقيادة السياسية استعراض الملفات العربية والدولية محل الاهتمام المشترك خصوصا أن الكويت تتبؤ مقعدا غير دائم في مجلس الامن ممثلا عن المجموعة العربية وهي تقوم بهذه المسؤولية بكل كفاءة واقتدار.
وقال إنه استمع الى رؤية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حول عدد من الملفات في المنطقة “ووجدت تطابقا تاما بين وجهتي النظر المصرية والكويتية اتجاه كل مصادر التوتر في المنطقة”.
ولفت الى نجاح اجتماعات اللجنة المشتركة الكويتية – المصرية التي اختتمت اعمالها برئاسة وزيرا خارجية البلدين والتي اسفرت عن توقيع عدة اتفاقيات في مجالات الامن والتعليم والثقافة والعمالة فضلا عن التطرق الى القضايا الثنائية وسبل تعزيزها ومناقشة قضايا ذات الاهتمام المشترك وازالة اي عوائق فيما تم الاتفاق عليه سابقا.
وأفاد شكري بأن الرسالة الخطية التي حملها الى سمو أمير البلاد من أخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي تمحورت حول سبل توطيد العلاقات ومجالات التعاون والاوضاع الاقليمية والدولية.
وأوضح أن الرسالة التي سلمها لسمو الامير تتضمن تجديد الدعوة لسموه لزيارة القاهرة لافتا الى أن هذه الزيارة ستؤكد مدى الحب والتقدير الكبير من الشعب المصري للكويت.
وحول الدور الكويتي في مجلس الأمن الدولي ودعم مصر قال شكري إن هناك تنسيقا وثيقا مع الكويت في الامم المتحدة سواء على المستوى الثنائي او مع المجموعة العربية.
وأشار إلى أن الكويت تحيط بلاده بشكل واف بجميع القضايا المطروحة في مجلس الأمن سوء المتصلة بالقضايا العربية او الافريقية التي تستحوذ على اهتمام مجلس الامن مشيدا بمواقف الكويت التي تتخذها دائما والتي تأتي متسقة مع التوافق الجماعي بما يتعلق بتلك القضايا.
وتابع أن الكويت تمارس دورها بكفاءة مشهودة تحت اشراف وقيادة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح واصفا تمثيل الكويت في مجلس الامن ب”المشرف” الذي يفتخر به الجميع.
وردا على سؤال حول الجهود المصرية لحل القضية الفلسطينية سواء في ملف المصالحة او مع الاحتلال الاسرائيلي قال شكري إن مصر تدعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية فهي مسلمات لا يمكن ان نحيد عنها مؤكدا ان هناك تنسيق مع السلطة الفلسطينية للوصول الى هذا الهدف.
وشدد على مواصلة بلاده التعاون مع اشقائها العرب والدول الفاعلة في العالم لحل القضية الفلسطينية لافتا إلى استمرار مصر بدعمها للسلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس ومستمرة في جهودها لانهاء حالة الانقسام الفلسطيني وأن يكون للشعب الفلسطيني ممثلا واحدا يستطيع الدخول في حوار ومفاوضات.
وعن ما يسمى باعلان صفقة القرن العام القادم والتقارب الاسرائيلي مع بعض الدول العربية أكد شكري “أن المواقف العربية كلها داعمة القضية الفلسطينية واي توجه هدفه تحريك عملية السلام وستستمر الدول العربية في دعم الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه”.
وأكد “أن حل القضية الفلسطينية سيعمل على استقرار المنطقة والعمل على التنمية الاقتصادية حيث أن التأخر في هذا الملف سيؤدي إلى استمرار الاضطراب واستقطاب التنظيمات الارهابية واستغلالها لهذه القضية”.
وعن الأزمة الليبية ودور مصر في ايجاد حل لها أوضح شكري أن “من الأهمية التواصل مع الفرقاء الليبيين لانهم اصحاب الارض ونحن نقوم بجهود تقريب وجهات النظر لتوحيد مؤسسة الجيش الليبي ودحر الارهاب واعادة الاستقرار”.
في رده على سؤال حول التهديدات الايرانية لدول المنطقة قال شكري إن الممرات الملاحية مؤمنة من قبل المجتمع الدولي وفقا للقانون الدولي ولا يمكن القبول بأي اجراء مخالف للقانون الدولي من شأنه أن يؤثر على مصالح الدول المجاورة خصوصا اذا تعلق الامر بأمن الخليج.
وشدد على رفض بلاده كل ما من شأنه أن يزيد من التوتر مشيرا إلى أن تلك التهديدات ستأتي الى المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة “وهذا لا يخدم اي مصلحة وزيد من صعوبة معالجة الموقف”.
وحول انطلاق المباحثات اليمينة أفاد بأن بلاده تدعم تلك المباحثات تحت الرعاية الاممية وما يتوفر من فرص في السويد مضيفا ان بلاده تدعو الى احترام الشرعية وتأمل في أن تكون هناك مرونة وتفهم في مباحثات ستوكهولم للخروج بإطار يؤدي لتحقيق مصلحة الشعي اليمني.
ثماني مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية
توجت أعمال الدورة ال12 للجنة العليا المشتركة بين دولة الكويت وجمهورية مصر العربية بالتوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية بين حكومتي البلدين الشقيقين في عدد من المجالات الحيوية والهامة ومنها مذكرة تفاهم في المجال الأمني بين حكومتي البلدين ومذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للقوى العاملة بدولة الكويت ووزارة القوى العاملة بجمهورية مصر العربية بشأن ربط أنظمة القوى العاملة بين البلدين إلكترونيا لعامي 2019-2020.
كما تم التوقيع على البرنامج التنفيذي للتعاون الفني في مجالات القوى العاملة والبرنامج التنفيذي للتعاون الفني في المجال الثقافي للأعوام 2019-2021 والبرنامج التنفيذي للتعاون في مجال التربية والتعليم للأعوام 2019-2021 والبرنامج التنفيذي في مجال التعليم العالي والبحث العلمي للأعوام 2019-2021 والبرنامج التنفيذي للتعاون في المجال الإعلامي بين حكومتي البلدين الشقيقين للأعوام 2019-2021.
وتم أيضا التوقيع على البرنامج التنفيذي لمذكرة التفاهم بين حكومتي البلدين في مجال الرياضة للأعوام 2019-2021 علاوة على محضر اللجنة العليا الكويتية – المصرية المشتركة الثانية عشر بدولة الكويت.